مفهوم الجزع في الشعائر الحسينية
مفهوم الجزع في الشعائر الحسينية
د. فلاح عبد الحسن الدوخي
تناول المقال مفهوم الجزع وحكمه في الشريعة الإسلامية بشكل عام، والجزع على الإمام الحسين عليه السلام بشكل خاص.
استعرض الكاتب بعد المقدمة ثلاث نقاط تمهيدية، تناول فيها لمحة عن مفهوم الجزع في الشعائر الحسينية، ونبذة من تاريخها الذي يمتدّ إلى عهد الرسول صلى الله عليه وآله، والأهداف المتوخّاة منها؛ لما تُمثّله من قيمة معيارية في اندراج مظاهر العزاء في مفهوم الجزع المستحب على الإمام الحسين عليه السلام.
ثم قدّم تعريفاً واضحاً لمفهوم الجزع، مفرّقاً بينه وبين الاصطلاحات المشابهة كالحزن مثلاً، مثبتاً أن الجزع من المصطلحات ذات المصاديق التي تتجدّد وتتوسّع في عمود الزمن، محدداً العرف بصفته معياراً لإدراج المظاهر المستجدة في المفهوم، وقد أثبت عدم اشتراط العفوية في الممارسة، لتندرج في مفهوم الجزع؛ مما يسمح بدخول التظاهر بالجزع في إطار المفهوم العرفي.
وقد استعرض حكم الجزع ـ بشكل عام ـ في الفقه الإمامي، وهو الجواز على نحو الكراهة بحسب المشهور، مستثنياً الجزع على الإمام الحسين عليه السلام ؛ عملاً بالنصوص المستفيضة، الدالة على استحبابه والدعوة إليه من قبل المعصومين عليهم السلام.
وبيَّن الكاتب حدود الجزع في الشعائر الحسينية، مؤكداً خروج بعض الممارسات عن مفهوم الجزع المستحب؛ لعدم انطباق المعايير العرفية عليها، إضافة إلى عدم اندراجها في إطار الأهداف المرسومة للشعائر الحسينية، ومن أبرزها: التطبير، والمشي على الجمر، والتطيين.
وأهم النتائج لهذه البحث المهم هو التالي :
1ـ تقديم تعريف واضح لمفهوم الجزع، كفيل بالوقوف على التفرقة الدقيقة بينه وبين الاصطلاحات المشابهة كالحزن مثلاً.
2ـ إثبات أنّ الجزع من المصطلحات ذات المصاديق التي تتجدد وتتوسع في عمود الزمن، وربما تتفاوت بحسب البيئات والمجتمعات، أو الدول والمدن والمناطق المختلفة.
3 ـ تحديد العرف بصفته معياراً لإدراج المظاهر المستجدة في مفهوم الجزع أو عدم ذلك.
4ـ لا يشترط في الممارسة أن تكون عفوية، لتندرج في مفهوم الجزع، مما يسمح بدخول التظاهر بالحزن والجزع في إطار المفهوم العرفي.
5 ـ تحديد أهم الأهداف المتوخاة من الشعائر الحسينية؛ لما تمثله من قيمة معيارية في اندراج مظاهر العزاء في مفهوم الجزع المستحب على الإمام الحسين عليه السلام.
6ـ خروج بعض الممارسات عن مفهوم الجزع المستحب؛ لعدم انطباق المعايير العرفية عليها، إضافة إلى عدم اندراجها في إطار الأهداف المرسومة للشعائر الحسينية، ومن أبرزها: التطبير، والمشي على الجمر، والتطيين.
7ـ لا يمكن الاستدلال على جواز التطبير واستحبابه بكونه مصداقاً للجزع، نعم يمكن التماس أدلة أُخرى للجواز والحلّية.
8 ـ حكم الجزع ـ بشكل عام ـ في الفقه الإمامي هو الجواز على نحو الكراهة بحسب المشهور، أمّا فيما يخصّ بعض مصاديقه الخارجة عن حدّ الاعتدال كخدش الوجه، وجزّ الشعر، فقد وقع فيها الاختلاف بين قائل بالحرمة وقائل بالكراهة والجواز.
9ـ استثناء الجزع على الإمام الحسين عليه السلام من الحكم بكراهة الجزع في الفقه الإمامي؛ عملاً بالنصوص الروائية المستفيضة، الدالة على استحبابه والدعوة إليه من قِبل المعصومين عليهم السلام.
10ـ الرأي السائد في الوسط الفقهي السنّي هو حرمة مظاهر الجزع، وفيهم مَن يذهب إلى الكراهة، بل الإباحة.
11ـ للفقهاء في ممارسة التطبير آراء ثلاثة: قسم يرى حرمتها، وقسم ثانٍ يرى أنّها مباحة ما لم تستلزم ضرراً على النفس وعلى المذهب، وثالث يراها مستحبة وفيها ترويج للمذهب.
12ـ لا يمكن الفتوى بحلّية المشي على الجمر؛ انطلاقاً من كونه مصداقاً عرفياً للجزع.
13ـ لا يمكن الفتوى بحلّية ممارسة التطيين وحثّ التراب على الرأس بمناط كونها مصداقاً للجزع المستحب على الإمام الحسين عليه السلام.
تحميل المقال pdf
تحميل الملفإخترنا لكم
- ظاهرة الغلو في الدين .. مقاربات ومعالجات
- تكريمنا في المهرجان العالمي البحثي لاسبوع التحقيق السنوي
- رويكردى نو حديث غدير ( مقاربة جديدة في حديث الغدير )
- قناة كنوز المعرفة / قناة فكرية تخاطب العقل الإنساني الواعي
- تطبيق " صدرنا " كتب وبحوث المفكر الإسلامي محمدباقر الصدر
- صدور كتاب النظرية المهدوية في واقعها العقلي والروائي
- العلم الإجمالي وتطبيقاته على النصوص الحديثية والكلامية
- دراسة حديثة تتناول مناهج المحدثين في التشدد والتساهل والاعتدال وانعكاسه على التراث الحديثي
آخر الأسئلة و الأجوبة
- ماهي المعايير التی یجب أن يتحلى بها الباحث أو الكاتب
- ما هو المراد من القضية المهملة؟
- هل توجد آية قرآنية صريحة في ولاية علي عليه السلام؟
- ماهو منهج الفيض الكاشاني في كتابه الوافي ؟
- ما صحة هذا القول : إنّ الشيعة لا يحتاجون لعلم الجرح والتعديل؛ لان عندهم المعصوم
- هل من ترك زيارة الحسين (ع ) من غير علة يستحق الدخول في النار؟
- كيف لي أن أتقبل النقد ؟ وهل النقد حالة صحيّة ؟