قراءة معاصرة في بعض النصوص القرآنية (1)
قراءة معاصرة في بعض النصوص القرآنية (1)
كيف نفسر النصوص التي تشير الى ضرب المرأة !!
المرأة هذا الكيان الجميل المرهف الحساس، هي الام والاخت والزوجة وو.. والاحاديث الشريفة طالما نادت باحترام المرأة، ولنتلمس بعض النماذج :
قال صلى الله علیه و آله : «لم یزل یوصینى جبرائیل بالنساء، حتى ظننت أن لایحلّ لزوجها أن یقول لها: أفٍّ» ركّز معي لايقول لها أف !!
ويقول علي عليه السلام: «المرأة ريحانة وليست قهرمانه» ولعل مفهوم الريحانة ينصرف الى الرحمة، فهي تعطر اسرتها وبيتها بحنانها وعطفها.
ولكن مع هذه التوصيات نجد ان بعض الناس يهين المرأة بأيشع الاهانات ويجرح مشاعرها، بل ونجد من يضربها للاسف الشديد، في حين أن الضرب لم يرخص فيه الشارع الا في حدود التأديب، واي تأديب تأديب عتاب ليس الا . فلا يحق للرجل اطلاقا ضربها، فهي ليست ملكه بل هي أمانة عنده . ولنتكلم عن ذلك بنوع من التفصيل :
ان بعض النصوص التي يتشبث بها البعض للضرب، من قبيل «وَاللاّتی تَخافونَ نُشوزَهُنَّ فَعِظوهُنَّ واهْجُرُوهُنَّ فی الْمَضاجِعِ وَاضْرِبوهُنَّ...»
نعتقد أن هذا قلة وعي وعدم فهم للنصوص؛ نعم أقرت الشريعة الضرب؛ ولكن لا ليقول لنا اضربوا النساء. أبداً، بل جاء ليُمهد السبيل لرفعه بعد ان كان متوغلا في عقول من عاش في زمن الجاهلية وتربى على هذا المفهوم السيئ، ومن الصعب قلعه مالم يكن تدريجيا، وهكذا فعل رسول الله (ص) ولو تأملنا بسيرته وسيرة اهل البيت لوجدنا ذلك واضحاً جلياً.
قال صلى الله عليه وآله : «إنّی أتعجّب ممّن یضرب امرأته، وهو بالضرب أولى منها» نعم البعض هو الاولى بالضرب . لانه لابفقه ولايفهم شيئا .
وقال أيضاً: «لاتضربوا نساءكم بالخشب فإنّ فیه القصاص، ولكن اضربوهنّ (أی أدّبوهنّ) بالجوع والعرى، حتى تریحوا فی الدنیا والآخرة»
وقال أيضاً : «احفظوا وصیّتی فی أمر نساءكم حتى تنجوا من شدّة الحساب»
وعن الباقر(ع) : «أیضرب أحدكم المرأة ثُمَّ یظلّ معانقها؟!».
هذه النصوص تؤشر بما لايقبل الشك ان الضرب مرفوض من الشريعة الاسلامية، وصية رسول الله (ص) تلزمنا بذلك ، فان الضرب فيه القصاص ، نعم هناك ضرب تأديب اي بالجوع وعدم شراء الملابس لها نوع من العقوبة المعنوية . ولو سلمنا بالضرب فهو ضرب خفيف غير مؤلم وغير مبرح. وقد سئل ابن عباس: ما الضرب غیر المبرّح؟ قال: السّواك وشبهه یضربها به.
انظروا يضربها بالسواك لا أكثر ولا اقل .
روي عن الإمام الباقر(ع): «والضرب بالسواك وشبهه ضربا رفیقا» أی برفق ومداراة. ومع انه سواك فلابد ان يكون برفق.
إذن حقيقة هذه النصوص وفقهها جاءت لرفع هذا المفهوم (الضرب) الذي كان سائداً في يوم ما، ثم شيئاً فشيئا جاء المنع عنه او بيانه بشكل يغاير ما قد فهمه البعض بصورة مقلوبة . اذن هو ترخیص ظاهریّ فی الضرب، تمهیدا للتأكید على المنع منه منعاً نهائیا . وتبقى المرأة كريمة وفيّة رقيقة و..... ريحانة.
إخترنا لكم
- المثلية والشذوذ الجنسي وتأثيراتها في العصر الحديث (دراسة قرآنية)
- حين ينطق الكون ، حوارات في العقل والإيمان - الحلقة الأولى
- سُنّة التواضع العلمي في ضوء التفسير الموضوعي
- صناعة الجهل - الحلقة الأولى: صندوق الجهل المُصنّع
- كيف أُربّي ابني "المشاكس؟ مقاربة تربوية معرفية
- حرية الإنسان وحرمة التجسس في ضوء القرآن الكريم
- الإرادة الحرة في الفكر الإسلامي والغربي - مقاربات عقلية ونصية
- ظاهرة الغلو في الدين .. مقاربات ومعالجات
آخر الأسئلة و الأجوبة
- ماهو منهج الفيض الكاشاني في كتابه الوافي ؟
- شبهات حول عرض الحديث على القرآن
- لايزال ذم المرأة في عصر الحداثة وكونها ناقصة العقل ..كيف تردون على ذلك ؟
- هل يمكن أن نختزل ثورة الإمام الحسين بالبكاء كما يصوّره لنا بعض الخطباء ؟
- متى نرى فقه الواقع أحكاماً وعقائداً ؟
- الدكتور بشار عواد وفهمه المغلوط لمعنى البداء
- حلاوة وزينة ذكر علي عليه السلام