العبادة روحها ولبها العمل
قبسات حديثية
العبادة روحها ولبها العمل
قناعتي الشخصية أن العمل هو المعيار في أن الله تعالى يرضى عن عباده ويكافئهم بما يستحقون .. الطقوس آله ووسيلة ليس إلا !! وليس الكثرة والقلة فيها هو المعيار .. يمسك مسبحته ويسبل لحيته ويداوم على الصلوات الواجبة والمستحبة وتجد بعضهم أبيض الوجه وو ..
هذه الأمور لا قيمة لها بقدر ما يكون الإنسان عاملا وصادقا وأمينا ومخلصا ..هذا الإنسان لعلك لو وقعت في حرج قد لا يفعل شيئا لك ولعله أقرب الى البخل منه الى الكرم ولعلك لو استقرضته فيولي وجهه عنك وغير ذلك .
ولكن بعكس هذا الإنسان من تجده يؤدي الفروض اليومية فقط ولكنه وفي ومخلص وشهم ويحب الجار ..
أيهما المرضي عند الله ؟
لعلي أجزم بالثاني دون الأول ..واليك عزيزي القارىء بعض الشواهد والنصوص الروائية التي تدل على ذلك ..
#عن_أبي_بصير ، عن أبي عبد الله قال : مر بي أبي وأنا بالطواف ، وأنا حدث وقد اجتهدت في العبادة ، فرآني وأنا أتصاب عرقا فقال لي : يا جعفر يا بني إن الله إذا أحب عبدا أدخله الجنة ، ورضي منه باليسير .
هنا في هذا النص الواضح أنه ليس المناط هو كثرة العبادة بل روح العبادة هو المهم وهو العمل ..فقد يكون عملا ما كالتبرع للايتام او تزويج انسان فقير أو دفع إيجار لطالب علم أو اي انسان آخر أو طبع كتاب او دفع مصاريف مريض في المستشفى وما مشاكل ذلك بنية مخلصة وصادقة ..هذا العمل هو أفضل ممن يتصبب عرقا في الصلوات المستحبة ..
نعم من يمكن أن يجمع بينها فهذا هو الأكمل والأفضل .
#عن_الإمام_الصادق ع . أنه بعث غلاما له في حاجة ، فأبطأ فخرج أبو عبد الله على أثره لما أبطأ فوجده نائما فجلس عند رأسه يروحه حتى انتبه فلما انتبه قال له أبو عبد الله : يا فلان ، والله ما ذلك لك .
تنام الليل والنهار ؟ لك الليل ، ولنا منك النهار .
#في_هذا_النص الإمام يؤكد على العمل ولا سيما في النهار ..كن عاملا مجتهدا منتجا مؤديا ما عليك .. وأن الليل هو للراحة ولم يركز الإمام على الأمور العبادية المحضة التي تجهد الإنسان ولكن في النهار قد تجده خاملا نائما، فيريد منه الامام كما في النص السابق أن يتصبب عرقا في النهار لكي يكون ذو فائدة .
ولعل هنا مصاديق كثيرة في مجتمعنا تنطبق عليه بعض هذه النصوص .
إخترنا لكم
- المثلية والشذوذ الجنسي وتأثيراتها في العصر الحديث (دراسة قرآنية)
- حين ينطق الكون ، حوارات في العقل والإيمان - الحلقة الأولى
- سُنّة التواضع العلمي في ضوء التفسير الموضوعي
- صناعة الجهل - الحلقة الأولى: صندوق الجهل المُصنّع
- كيف أُربّي ابني "المشاكس؟ مقاربة تربوية معرفية
- حرية الإنسان وحرمة التجسس في ضوء القرآن الكريم
- الإرادة الحرة في الفكر الإسلامي والغربي - مقاربات عقلية ونصية
- ظاهرة الغلو في الدين .. مقاربات ومعالجات
آخر الأسئلة و الأجوبة
- هل المهم أن نحفظ القرآن أو نستنطقه ونتدبره
- كيف تقرؤون المفاهيم القيمية والإنسانية عند الإمام الكاظم (ع)
- مخطط تفصيلي لخريطة ومشجرة تقسيم الخبر
- شبهات حول عرض الحديث على القرآن
- هل توجد قواسم مشتركة لتوحيد كلمة المسلمين ولاسيما في هذا الظرف الدقيق والحساس
- ما مدى صحة قول الزهراء لعلي " اشتملت شملة الجنين وقعدت قعدة.. الخ"
- ماهو المراد من هذه العبارة : الجرح امر وجودي والتعديل عدمي