حديث أنا مدينة العلم / دراسة نقدية لآراء ابن تيمية والمعلمي
حديث أنا مدينة العلم - دراسة نقدية لآراء ابن تيمية والمعلمي
نشر هذا البحث في مجلة الاصلاح الحسيني - العدد الثالث ، لسنة 2013 م
مقدمة البحث
إن فضيلة العلم تُعد القمة والهرم والأساس لجميع الفضائل، وعلي (ع) هو من يملك هذه الفضيلة على الإطلاق، فلا يباريه أحد فيها، فهو مسدد القلب واللسان، وهذا ما نطق به خاتم الأنبياء ’ بدعائه له، وهناك روايات كثيرة بهذا المضمون وواحد من هذه الأحاديث هو حديث (علي باب مدينة العلم) فعلي عليه السلام هو الباب لمدينة علم رسول الله صلى الله عليه وآله، وهذا الباب ينفتح منه ألف باب، وهذا لا يمكن استغرابه؛ لأن علياً مسدد اللسان بدعاء النبي وعلي ذو قلب عقول ولسان سؤول كما صرحت به الروايات كما سيأتي بيانها.
ولكننا نجد أن هذا الحديث قد ضُعف من قبل بعض من يدعي العلم (كابن تيمية والمعلمي) بلا وجه حق، فجاء هذا البحث لبيان ومناقشة هذه الآراء للوصول إلى الحق الذي يبتغيه كل منصف، وأن هذا الحديث في غاية الصحة من خلال مناقشتنا لآراء المعلمي وبياننا لطرق هذا الحديث في السنة النبوية وكثرة متابعاته وشواهده، وكذلك شهادة علماء أهل السنة بصحته، مع ترجمة وتوثيق لهؤلاء العلماء الذين قالوا بصحته ووثاقته.
مفاتيح الدلالية
السنة النبوية، مدينة العلم، ابن تيمية، المعلمي، طرق الحديث، المتابعات والشواهد، علماء أهل السنة، تراجم الرجال.
سابقة البحث والجديد فيه
لا يخفى على طالب الحقيقة أن هذا الحديث قد طرقه الباحثين والمحققين بنوع من التفصيل كالشيخ العلامة الأميني في موسوعته الغدير والعلامة التستري في كتابه إحقاق الحق والعلامة السيد النقوي في خلاصة عبقات الأنوار التي شرحها السيد الميلاني، وكذلك المحدث البارع المحقق السيد أحمد الغماري في كتابه (فتح الملك العلي) .
وما كتبوه رضوان الله عليهم قد استوفى البحث. ولكن قد نجد من بعض العلماء لا سيما في عصرنا الحاضر من يناقش في بعض جوانب هذا الحديث، طاعناً فيه بدعوى: انه كان سابقاً يميل إلى اعتقاد قوة هذا الخبر، ولكن حينما تدبره وتـأمل فيه وجد انه كان ضعيفاً وإن صححه بعض العلماء.
وهذا الكلام هو للشيخ عبد الرحمن المعلمي، فهذا الرجل يعتبر من السلفيين المعاصرين، وقد أغدق عليه حواريوه بألقاب كثيرة منها انه (شيخ الإسلام) تشبيهاً بابن تيمية و(ذهبي العصر أو الذهبي الصغير) تشبيهاً بالذهبي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان صاحب الكتب الشهيرة، منها سير أعلام النبلاء وتاريخ الإسلام وتذكرة الحفاظ وغيرها، وسنأتي على ترجمته لاحقاً.
فجديد بحثنا هو ؛ مناقشتنا للشيخ المعلمي ذهبي العصر كما يدعى، الذي نظّر بشكل جديد قديم للطعن بهذا الحديث. وبالتبع سيتضح للقارئ العزيز وهن كلام ابن تيمية الذي ما أنصف في حكمه في تضعيف هذا الحديث والذي اعتمد فيه على ابن الجوزي الذي ادعى أن طرقه كلها ضعيفة؛ لذا سيكون بياننا لطرق هذا الحديث هو رد على ابن تيمية وابن الجوزي أيضاً .
خطة البحث:
مناقشتنا ستدور حول دعوى الشيخ المعلمي أولاً، وبالتبع سيتضح بطلان قول ابن تيمية الذي اعتمد على تضعيف ابن الجوزي، الذي ادعى أن طرقه ضعيفة، لذا سننقل الطرق والمتابعات لهذا الحديث وتصحيح علماء الجرح والتعديل الذين صرحوا بصحته، فخطة بحثنا ستكون على ثلاثة بحوث وهي كما يلي:
المبحث الأول: تفنيد مدّعيات الشيخ المعلمي بنوع من التفصيل.
المبحث الثاني: بيان طرق الحديث ومتابعاته وشواهده.
المبحث الثالث: تصحيح علماء أهل السنة للحديث وتوثيق هؤلاء الإعلام من خلال كتب التراجم.
تحميل الملف
إخترنا لكم
- ظاهرة الغلو في الدين .. مقاربات ومعالجات
- تكريمنا في المهرجان العالمي البحثي لاسبوع التحقيق السنوي
- رويكردى نو حديث غدير ( مقاربة جديدة في حديث الغدير )
- قناة كنوز المعرفة / قناة فكرية تخاطب العقل الإنساني الواعي
- تطبيق " صدرنا " كتب وبحوث المفكر الإسلامي محمدباقر الصدر
- صدور كتاب النظرية المهدوية في واقعها العقلي والروائي
- العلم الإجمالي وتطبيقاته على النصوص الحديثية والكلامية
- دراسة حديثة تتناول مناهج المحدثين في التشدد والتساهل والاعتدال وانعكاسه على التراث الحديثي
آخر الأسئلة و الأجوبة
- ما هو الفرق بين القيد الاحترازي والتوضيحي وما هي الثمرة العملية
- ماهي المعايير التی یجب أن يتحلى بها الباحث أو الكاتب
- كيف لي أن أتقبل النقد ؟ وهل النقد حالة صحيّة ؟
- ما مدى صحة قول الزهراء لعلي " اشتملت شملة الجنين وقعدت قعدة.. الخ"
- هل المهم أن نحفظ القرآن أو نستنطقه ونتدبره
- كيف نخلق ثقافة المحبة وخلق الإبتسامة في المجتمع
- شبهة التنافي بين علة الغيبة ـ خوف القتل ـ وبين العلم بموته