لايزال ذم المرأة في عصر الحداثة وكونها ناقصة العقل ..كيف تردون على ذلك ؟
لايزال ذم المرأة في عصر الحداثة وكونها ناقصة العقل ..كيف تردون على ذلك ؟
الجواب:
المرأة هذا المخلوق الرائع، الذ ي كوّنته يد العناية الالهية وابدعت في تكوينه، مساوقا تماما للعناية الربانية التي خلق بها الرجل بلا فرق من هذه الناحية , والقران حين يتحدث عن المرأة والرجل , لايتناولهما من زاوية الانوثة والذكورة، بل يخاطب النفس والروح الانسانية
لان الانسانية هي حقيقة هذا الكائن البشري ، والروح غير متصفة بالذكورة والانوثة ،يقول جل وعلا ( كل نفس بما كسبت رهينة ) وكذلك في سورة النجم 39-41 ( ليس للانسان الا ماسعى وان سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الاوفى ) وكذلك في سورة الطور اية 108(كل امرئ بما كسب رهين ) اذن حقيقة الخطاب القراني هي للانسان بلا ميزّة لهذا على ذاك ، الانسان بما هو انسان .
وأما مايردد بأن المرأة ناقصة العقل ، او ان المرأة شر لا بد منها ،او غير ذلك...وقد تنسب بعض هذه الاقوال الى أمير المؤمنين عليه السلام، وحاشاه أن يطعن بهذا الكيان العظيم الذي يمثل الطهارة والنقاء والصفاء، اليس فاطمة الزهراء عليها السلام هي من إحدى النساء ، فهل لعاقل ان يدّعي ان كلام الامام نحمله على اطلاقه ان صح عنه ، كلا والف كلا ، اذن لابد من تأويل الكلام ؛ اذ لعل الموضوع في حادثة خاصة في ظرفها وزمانها الخاص، وكما يقول الاصوليون على نحو القضية الخارجية، او لعل اصل النقل تشوبه عدم الدقة وهكذا .
واكبر تشريف للمرأة هو أن الله سبحان وتعالى شرّفها بالتكليف والعبادة للمولى جل وعلا، اليس الطاعة والعبودية هي اعلا مرتبة في الوجود كله ، اساسا ماهو الهدف من خلق الانسان، اليس العبادة هي الهدف ( وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون) وأول من كلف بها هي المرأة قبل الرجل.
اذن لنسأل انفسنا ماهو السر ؟ ماهي الحكمة او العلة ، لنراجع انفسنا قليلا ، لنضع المرأة في حجمها وموقعا التي وضعها الله فيها ، ولنترك هذه الانانية في انفسنا ،ولنعاملها بما يرضي الله تبارك وتعالى .
وأود أن أنقل احدى قصص القران التي نرى من خلالها حكمة المرأة وعقلانيتها وحسن أدائها وتصرفها .
القران يحدثنا عن ملكة سبأ التي كانت انذاك تحكم اليمن , عندما ارسل اليها نبي الله سليمان ، كتابا يهددها ويتوعدها ؟ ماذا كان رد فعلها كيف تصرفت لنرى اجواء هذه الايات الشريفة متأملين فيها .
رسول سليما ن هو الهدهد ماذا نقل له عليه السلام : ( وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم [ النمل 23 ] وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون) [ النمل 24 ]
النبي سليمان عليه السلام تعامل مع هذه الظاهرة بحكمة وروية أرسل كتابا مفاده (اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون [ النمل 28 ]
ماذا وكيف ياترى تعاملت هذه المرأة التي اوتيت من كل شيئ ولها عرش عظيم ؟
لنرى : (قالت يا أيها الملا إني ألقي إلي كتاب كريم إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين)[ النمل 29-30 ]
فحوى كتاب سليمان مبني على شرطين :
الاول : الطاعة له . والثاني : الاسلام . قالت هذه المرأة الحكيمة القي الي كتاب كريم، تقول كريم !!
فلم يهولها هذا الامر ، وهي التي تعبد الشمس ، ثم انظر كيف تجري الاحداث (قالت يا أيها الملا أفتوني في أمري ما كنت قاطعة أمرا حتى تشهدون . 33) هنا تأتي الحصافة والاستشارة وعدم الاستعجال في الامر ،لنتأمل ونتأمل ؟
قالوا نحن أولو قوة وأولو بأس شديد والامر إليك فانظري ماذا تأمرين [ النمل 33 ] قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون [ النمل 34 ]
وتجري الاحداث الى أن انتهت بنتيجة وهي :
(قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ) [ النمل 44 ]
أنظر لعقل هذه المرأة التي نتهمها بالنقصان ماذا قالت : أسلمت مع سليمان ولم تقل أسلمت لسليمان . فكم فارق بين الامرين، واي عقل ونباهة لهذه المرأة.
أذن اريد ان اصل الى نتيجة: هي ان المرأة أمرها سيان مع أخيها الرجل بلا تمايز لاحدهما على الاخر (ليس للانسان الا ماسعى وان سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الاوفى) ومايشاع من هنا وهناك من ان المرأة ناقصة عقل وغير ذلك . فهذا كلام باطل ، وغير مقبول البتة .
إخترنا لكم
- ظاهرة الغلو في الدين .. مقاربات ومعالجات
- تكريمنا في المهرجان العالمي البحثي لاسبوع التحقيق السنوي
- رويكردى نو حديث غدير ( مقاربة جديدة في حديث الغدير )
- قناة كنوز المعرفة / قناة فكرية تخاطب العقل الإنساني الواعي
- تطبيق " صدرنا " كتب وبحوث المفكر الإسلامي محمدباقر الصدر
- صدور كتاب النظرية المهدوية في واقعها العقلي والروائي
- العلم الإجمالي وتطبيقاته على النصوص الحديثية والكلامية
- دراسة حديثة تتناول مناهج المحدثين في التشدد والتساهل والاعتدال وانعكاسه على التراث الحديثي
آخر الأسئلة و الأجوبة
- هل يمكن أن نختزل ثورة الإمام الحسين بالبكاء كما يصوّره لنا بعض الخطباء ؟
- ما الفرق بين الاحتياط الوجوبي والاستحبابي ، من حيث دلالة الدليل و فعل المكلف
- هلاّ ارشدتني إلى كتب استطيع من خلالها الإلمام بعلم الجرح والتعديل
- هل المهم أن نحفظ القرآن أو نستنطقه ونتدبره
- شبهة التنافي بين علة الغيبة ـ خوف القتل ـ وبين العلم بموته
- كيف تقرؤون نوعية الخطاب الديني والخطيب
- ما المقصود بالتعارض البدوي في الروايات الشيعية ؟