ماهو رأي علماء السّنة بالمذهب الشيعي ؟

ماهو رأي علماء السّنة بالمذهب الشيعي ؟

لعلماء السنة الكبار المعتدلين والذين نجد فيهم العلم والمعرفة والإنفتاح على الآخر ، هؤلاء نجد مفرداتهم تثني على مذهب الشيعة، وهذا أمر بدهي لمن ينزع عن عينية نظارة التعصب والتعنت . وما أحوجنا اليوم الى رص الصفوف وتوحيد الكلمة ونبذ الطائفية بكل أشكالها وألوانها ..

في هذا البحث المختصر سوف ننقل بعض الشهادات التي صدرت من أعلام أهل السنة التي أثنت على مذهب أهل البيت عليهم السلام وكذلك التعبّد به:

1- الأستاذ الأكبر الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر

قال في فتواه المشهورة:> إن الإسلام لا يوجب على أحد من أتباعه اتباع مذهب معين، بل نقول إن لكل مسلم الحق في أن يقلد بادئ ذي بدء أي مذهب من المذاهب المنقولة نقلاً صحيحاً والمدونة أحكامها في كتبها الخاصة ولمن قلدّ مذهباً من هذه المذاهب أن ينتقل إلى غيره - أي مذهب كان- ولا حرج عليه في شيء من ذلك.

[و]إن مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الاثنا عشرية مذهب يجوز التعبد به شرعاً كسائر مذاهب أهل السنة<([1]).

2- الأستاذ الدكتور محمد الفحام شيخ الأزهر

قال معقباً على الفتوى التي أصدرها الشيخ شلتوت:> ورحم الله الشيخ شلتوت الذي التفت إلى هذا المعنى الكريم، فخلد في فتواه الصريحة الشجاعة<([2]). وواضح من كلامه جواز العمل بمذهب الشيعة الإمامية.

3- الشيخ محمد الغزالي

قال:> وأعتقد أن فتوى الأستاذ الأكبر محمود شلتوت، قطعت شوطاً واسعاً في هذا السبيل، واستئناف لجهد المخلصين من أهل السلطة وأهل العلم جميعاً، وتكذيب لما يتوقعه المستشرقون، من أن الأحقاد سوف تأكل الأمة، قبل أن تلقتي صفوفها تحت راية واحدة… وهذه الفتوى في نظري، بداية الطريق وأول العمل.

وقال أيضاً:

>إن الشيعة يؤمنون برسالة محمد، ويرون شرف علي في انتمائه إلى هذا الرسول، وفي استمساكه بسنته، وهم كسائر المسلمين، لا يرون بشراً في الأولين ولا في الآخرين أعظم من الصادق الأمين<([3]).

4- محمد رشيد رضا

قال:>وقد صرحوا - أهل السنة - بصحة إيمان الشيعة، لأن الخلاف معهم في مسائل لا يتعلق بها كفر ولا إيمان، فالشيعي مسلم له أن يتزوج بأي مسلمة. وإذا نظرنا إلى ما أصاب المسلمين من التأخير والضعف بسبب العداوة المذهبية، وأننا في أشد الحاجة إلى التآلف والتعاطف والاتحاد يتبين لنا أن مصاهرة المخالف في المذهب ضرورية<([4]).

5- حسن البنا (المرجع الروحي للإخوان المسلمين في العالم).

قال:>اعلموا أن أهل السنة والشيعة مسلمون، تجمعهم كلمة لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وهذا أصل العقيدة، والسنة والشيعة فيه سواء وعليه التقاؤهم، أما الخلاف بينهما فهو في أمور من الممكن التقريب فيها بينهما<([5]).

6- الشيخ محمد أبو زهرة

قال:>لا شك أن الشيعة فرقة إسلامية… ولا شك أنها في كل ما تقول تتعلق بنصوص قرآنية أو أحاديث منسوبة إلى النبي.. وهم يتوددون إلى من يجاورونهم من السنيين ولا ينافرونهم.

وإذا رجعنا إلى كتّاب الأصول عند إخواننا الاثني عشرية، نجدهم يعتمدون على الكتاب والسنة..وإذا كان إخواننا الاثنا عشرية يرون أمر الإمامة عقيدة، ويرتبونها ترتيباً تاريخياً بالصورة التي ذكروها، فهم معنا في اصل التوحيد والرسالة المحمدية<([6]).

7- سيد محمد طنطاوي شيخ الأزهر

قال:>إن المسلمين سنة وشيعة مؤمنون بالله ونبيه، وإن اختلاف الآراء لا يقلل من درجة إيمان الأشخاص<([7]).

8- الأستاذ عبد الفتاح عبد المقصود

قال:>إن في عقيدتي أن الشيعة هم واجهة الإسلام الصحيحة، ومرآته الصافية، ومن أراد أن ينظر إلى الإسلام، عليه أن ينظر إليه من خلال عقائد الشيعة ومن خلال أعمالهم، والتاريخ خير شاهد على ما قدمه الشيعة من الخدمات الكبيرة في ميادين الدفاع عن العقيدة الإسلامية.

وإن علماء الشيعة الأفاضل هم الذين لعبوا أدوارا لم يلعبها غيرهم في الميادين المختلفة، فكافحوا وناضلوا وقدموا أكبر التضحيات، من أجل إعلاء الإسلام ونشر تعاليمه القيمة وتوعية الناس وسوقهم إلى القرآن<([8]).

 9- الأستاذ عبد الرحمن بدوي

قال:> للشيعة أكبر الفضل في إغناء المضمون الروحي للإسلام، وإشاعة الحياة الخصيبة القوية، التي وهبت هذا الدين البقاء قوياً قادراً على إشباع النوازع الروحية للنفوس، حتى أشدها تمرداً وقلقاً، ولولاها لتحجر في قوالب جامدة، ليت شعري، ماذا كان سيؤول إليه أمره فيها؟

ومن الغريب أن الباحثين لم يوجهوا عناية كافية إلى هذه الناحية، ناحية الدور الروحي في تشكيل مضمون العقيدة التي قامت بها الشيعة<([9]).

إذن هذه شهادات جليلة من علماء كبار في المدرسة السنية نلمس منها الثناء على مذهب أهل البيت والتعبد به ...

راجع،  كتاب عدالة الصحابة بين القداسة والواقع؛ يحيى الدوخي ، ص 203 .

الهوامش :

([1]) مجلة رسالة الإسلام:  العدد الثالث، السنة 1959 م ص 228.

([2]) الرافعي، إسلامنا: ص 59.

([3]) دفاع عن العقيدة والشريعة: ص257.

([4]) عز الدين بليق، المنتقى من روائع فتاوى المنار: ج1ص 739.

([5]) مجلة العالم:  العدد 519 ص 40.

([6]) تاريخ المذاهب الإسلامية: ص39.

([7]) مجلة رسالة الثقلين، ص 252، العدد الثاني، لسنة 1413 هـ.

([8]) في سبيل الوحدة الإسلامية: ص 573.

([9]) نقلاً عن كتاب، الشيعة في الميزان، محمد جواد مغنية: ص 313.