تحدي الحجاب لحضارة الغرب
تحدي الحجاب لحضارة الغرب
لماذا يشوّه حجاب المرأة والذي يمثل غيرتها على إسلامها ويمثل شرفها وعفتها وطهارتها ونقائها، فنجد بين الفينة والأخرى من الهجمات الواحدة تلو الأخرى على الحجاب، وسوف ولا تنتهي أبدًا؛ لأن الحجاب يراه الغرب أكبر تحدٍ له؛ وبالحقيقة يراه ضد قيمه المبتذله التي جعلت المرأة سلعةً رخيصة، مستمدًا ذلك من شعاراته التي رفعها كالحرية والديمقراطية وأنها تمثل الحضارة وو..وبدأ يسوّق ذلك عبر وسائل التكنلوجيا الحديثة وبأساليب شتى، ولا سيما في عصرنا الحاضر، الذي يعتبر من أخطر العصور، إذ سخّر أدواته الجديدة بكل ما يملك من قوة؛ لسحق الهوية الإسلامية . والذي يرى أن شاخصها الأول هو الحجاب؛ وللأسف نجد بعض الأقلام من الإسلاميين ممن يتأثر بذلك، بل ولعله يسير بنفس المنهج والاسلوب، وهذا أمر طبيعي جدًا، لا نستغربه أبدًا، لا سيما ممن لا حظوة له من العلم، وليس من أهل الاختصاص في هذا الميدان .
إذن واحدة من الأمور التي تستثير الفهم الغربي للحجاب، هو أنه يراه تحدٍ كبير غزاه في عقر داره، سواء كان بنفس النساء المحجبات التي تسير في شوارعه متمسكةً بأصالة دينها، أو من خلال نفس أدواته التي يحارب بها الحجاب .
ومن أروع ما قرأت هو ماذكره بعض الباحثين أن " الحجاب يعني في المنظور الغربي أن الإسلام كله بقرآنه ومحمده وكعبته يتجسد في قطعة القماش هذه، وفي هذه المرأة المحجبة التي تخطر في شوارع باريس أو لندن. وإن هذه الصورة تمثل بالنسبة إليه أخطر ألوان التحدي، كما يرى الغرب في المرأة المحجبة وهي تتبختر في شوارع باريس أو غيرها، كأنها ترفع راية الإسلام وتدوس قيم الغرب، وتتحدى شعاراته البراقة، وتهزأ بحضارته المبهرجة، وتترفع عن مدنيته الزائفة، إنها تتشبث بأصالتها في وسط المعمعة، وتلتف حول دينها وعفتها وشرفها في وسط تيار جارف من الإغراء واللذة. فيرى منظرها مثير جداً فهو يشبه منظر الجندي المستميت في وسط المعركة حين يرفع اللواء والرماح تنوشه من كل مكان فيظل ممسكاً به حتى تتقاسمه شفرات السيوف وأسنة الرماح.
إن الغرب لا يرى في المرأة المحجبة امرأة عادية بل يرى الإسلام يتحداه في عقر داره، وقد حاول جاهداً أن يصمت لسنوات محافظاً على قيمه في الحرية، ولكن ضغط الحجاب ودلالاته التاريخية والحضارية، وإيحاءاته الاستفزازية لمظاهر التعري، جعل صبره ينفد فانتهك القيمة الأساسية التي يقف عليها وهي قيمة الحرية؛ وذلك ليوقف هذا المد الإسلامي الخطير "
وسوف نتحدث إن شاء الله لاحقًا عن فلسفة الحجاب، ولعل ذلك هو الأهم، قبل سوق الأدلة التي ذكرتها النصوص القرآنية والروائية، بل والسيرة بفرعيها العقلية والشرعية .
د. يحيى عبد الحسن هاشم
إخترنا لكم
- العلم الإجمالي وتطبيقاته على النصوص الحديثية والكلامية
- دراسة حديثة تتناول مناهج المحدثين في التشدد والتساهل والاعتدال وانعكاسه على التراث الحديثي
- الغلو؛ ظاهرة هجينة على الإسلام
- حقيقة السرمدية والأبدية لحمد الله وشكره
- علي عليه السلام الإنسان الكامل
- الكلمة؛ مسؤولية كبيرة
- قبس من القرآن (2) الأخلاق السلوكية ( الرأفة والرحمة )
- قبسات قرآنية- وإذا سألك عبادي عني فإني قريب
آخر الأسئلة و الأجوبة
- لايزال ذم المرأة في عصر الحداثة وكونها ناقصة العقل ..كيف تردون على ذلك ؟
- ما صحة هذا القول : إنّ الشيعة لا يحتاجون لعلم الجرح والتعديل؛ لان عندهم المعصوم
- كيف تفسرون مقولة: نصف العلم قول لا أعلم؟
- هل المهم أن نحفظ القرآن أو نستنطقه ونتدبره
- شبهات حول عرض الحديث على القرآن
- كيف يحصل لي اليقين القطعي بوجود الله تعالى ؟
- الاقتران بين الحب للعترة الطاهرة والعمل هما المنجيان