ثنائية الدين العملي والطقوسي
قبسات حديثية
ثنائية الدين العملي والطقوسي
في وصية علي عليه السلام وفي أواخر حياته الشريفة، نستشعر ونلمس في طيات كلامه وصايا عملية تطبيقية ..نفهم من خلالها أن الدين روحه هو العمل والطقوس هي المقدمة له ..إنما أصلي لكي أنهى عن المنكر ..فصلاتي روحها العمل أما لو خلت منه فلا قيمة لها مهما بلغ ركوعنا وسجودنا ولو الف ركعة .. الاستغفار مهم جدا ولكن هذا الاستغفار مالم يتبعه عمل، وكوني إنسان أطبق مايرضي الله مع جاري أو صديقي او والدي .فلا قيمة لهذا الاستغفار !!
لأنه استغفار بلا روح .
الطقوس لابد ان تقترن بالعمل .. وإذا ركزنا في كل مفرداته لوجدنا ذلك واضحا وجليا ؛
قال عليه السلام:
أوصيكما بتقوى الله وان لا تبغيا الدنيا وان بغتكما،
ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما، وقولا بالحق واعملا للآخرة وكونا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً،أوصيكما وجميع ولدي وأهلي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم، فإني سمعت جدّكم (ص) يقول:صلاح ذات البين أفضل من عامّة الصلاة والصيام، الله الله في الأيتام فلا تغبّوا أفواههم ولا يضيعوا في حضرتكم، والله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم ما زال يوصي بهم حتى ظننا انه سيورثهم والله الله في القرآن لا يسبقكم بالعمل به غيركم، والله الله في الصلاة فإنها عمود دينكم، والله الله في بيت ربكم لا تخلوه ما بقيتم، والله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في سبيل الله، وعليكم بالتواصل والتبادل، وإياكم والتدابر والتقاطع،
ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى عليكم أشراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم . ( انتهى الاقتباس )
لو دققنا في استنطاق بعض هذه النصوص ..
يقول ع ؛ صلاح ذات البين أفضل من الصلاة والصيام . فهنا نرى تطبيقا عمليا للدين، الصلاة هذه الفريضة وهذه الشعيرة الطقسية هو عليه السلام يؤكد عليها ويوليها أهمية في وصيته ع، الله الله في الصلاة .. يريد ع أن يقول أن الصلاة العملية وليس اللفظية فقط، هي الطريق للتراحم والتواصل فيما بينكم . هذه هي روح الصلاة، الكم ليس هو الغاية وإنما الكيف هو روح العبادة.
كونا للظالم خصما وللمظلوم عونا .. هنا تطبيق عملي للدين ..تدعي التقوى ولكن التقوى والدين يريدا منك ان تجسد ذلك عملا وتنتصر للمظلوم . وتأخذ الحق من الظالم من خلال الجهاد العملي وليس اللفظي .
وهكذا بالنسبة للجار واليتيم .. كلها وصايا عملية .
إذن لايكون همنا وتركيزنا على الشعيرة والطقوس بقدر مانولي أهمية لما وراء هذه الطقوس وهو التجسيد العملي للدين والشريعة . فالالفاظ مهمة جدا ولكن الأهم هو العمل .
إخترنا لكم
- المثلية والشذوذ الجنسي وتأثيراتها في العصر الحديث (دراسة قرآنية)
- حين ينطق الكون ، حوارات في العقل والإيمان - الحلقة الأولى
- سُنّة التواضع العلمي في ضوء التفسير الموضوعي
- صناعة الجهل - الحلقة الأولى: صندوق الجهل المُصنّع
- كيف أُربّي ابني "المشاكس؟ مقاربة تربوية معرفية
- حرية الإنسان وحرمة التجسس في ضوء القرآن الكريم
- الإرادة الحرة في الفكر الإسلامي والغربي - مقاربات عقلية ونصية
- ظاهرة الغلو في الدين .. مقاربات ومعالجات
آخر الأسئلة و الأجوبة
- ما هو الكتاب المهم في رد الإلحاد المعاصر
- ما هو المراد من القضية المهملة؟
- هل يمكن أن نختزل ثورة الإمام الحسين بالبكاء كما يصوّره لنا بعض الخطباء ؟
- الدكتور بشار عواد وفهمه المغلوط لمعنى البداء
- كيف تقرؤون المفاهيم القيمية والإنسانية عند الإمام الكاظم (ع)
- كيف تفسرون مقولة: نصف العلم قول لا أعلم؟
- هل ان الحديث المقطوع هو نفسة الحديث المعلق؟